الدعوة الإسلامية وأهميتها في ضوء الكتاب والسنة

 

الموضوع : الدعوة الإسلامية وأهميتها في ضوء الكتاب والسنة

المقدمة :

·        الحمد لله  أهل التقوي وأهل المغفرة والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم في الدنيا والآخرة .

·   فقد خلق الله تعالي الإنسان ومن عليه بنور الوحي الإلهي ليهتدي به في رحلة حياته فلا يضل ولا يشقي جدد الله تعالي للإنسان العهد بوحي ربه عن طريق المرسلين ومن سار علي دربهم من الدعاة المخلصين .

·   ومن أجل ذلك لابد من ضبط قضية تبليغ الوحي الشريف وبيان قواعدها وأصولها ليكون الداعي إلي الإسلام علي منهج بين المعالم يوضح له حدود ما يدعوا إليه وكيف يدعوا غليه وفي هذا الحديث سنتحدث بإذن الله تعالي عن تعريف الدعوة الإسلامية لغويا وإصطلاحاً وعن أهمية الدعوة الإسلامية .

الغرض من الحديث :

·        تعريف الدعوة الإسلامية من حيث اللغة والإصطلاح والتعرف علي أهمية الدعوة الإسلامية .

العناصر :

1.     التعريف اللغوي للدعوة الإسلامية .

2.     التعريف الإصطلاحي للدعوة الإسلامية .

3.     أهمية الدعوة الإسلامية .

 

 

 

أولاً :  التعريف الإصطلاحي للدعوة الإسلامية :

·   الجذر اللغوي لكلمة (الدعوة) هو (د ع و ) وهذا الجذر أيضاً يعود إلي أصل واحد معناه أن تميل الشئ إليك بصوت وكلام يكون منك أي " فلان داعي قوم وداعية قوم " فإن المراد أن يدعو غيرهم إلي بيعتهم . والداعية هو " صريخ الخيل في الحروب ، وهو أيضاً الفعل الذي يقوم به افراد جماعية معينة ليجمع بعضهم بعضاً فيقال تداعي القوم ومن هنا قالت العرب "كنا في مدعاة فلان يريدون الدعاء إلي الطعام" . ووضع ابن فارس ضابط هذه المعاني بقوله إن الدعوة هي إرادة إجتذاب المدعو واستمالة واستجابته لكلام الداعي .

·   وأما كلمة ( الإسلامية ) فتعني النسبة إلي الإسلام فعندما يقال ( الدعوة الإسلامية )يفهم أن المراد هو : النداء المنتسب لدين الإسلام .

ثانياً : التعريف الإصطلاحي للدعوة :

·   لم يصطلح باحثو الدعوة الإسلامية علي تعريف معين للدعوة ومن هنا تعددت الآراء في تعريف الدعوة . فمن الباحثين من اعتبر أن الدعوة الإسلامية تعني الدين ذاته ومنهم من أعتبر أن الدعوة تعني تبليغ الإسلام ونشره .

·   فمن الأول : هي الدين الذي أرتضاه الله للعالمين وأنزل تعاليمه وصيا علي رسوله صل الله عليه وسلم وحفظهما في القرآن الكريم وبينهما في السنة النبوية .

·   ومن الباحثين من راعي الجانب العملي في عملية الدعوة وعرفوا أن الدعوة هي : حث الناس علي الخير والهدي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل .

·        وأيضاً : قيام العلماء المستنيرين في الدين بتعليم الجمهور من العمامة بأبصرهم بأمور دينهم ودنياهم علي  قدر الطاقة .

·   وحاول البعض الجمع بين الأثنين فقال : الدعوة الإسلامية هي الإسلام من حيث المبادئ والقيام بنشره وجذب الناس ، إليه من حيث الوسائل والأساليب والسبب في تعدد التعريفات وتنوعها هو اتساع لفظ الدعوة لأحتواء المعنين معني دين الإسلام ومعني نشر الإسلام .

·   ومن تعريفات التي تراعي خصوصية من الدعوة تعريف الدكتور أحمد غلوش فالدعوة عنده هي : العلم الذي تعرفه له كافة المحاولات الفنية الرامية إلي تبليغ الناس من الإسلام بما حول من عقيدة وشريعة وأخلاق .

ثالثاً : أهمية الدعوة الإسلامية :

1.  تذكير المسلمين بتعاليم دينهم : لا يخفي ما لخطاب الدعوة من آثر في حفظ الدين في قلوب المسلمين وتذكيرهم بأصوله العقدية والتشريعية والخلقية ، ومن أجل ذلك بين الله تعالي فائدة التذكير لأن التذكير في الدعوة يكون تذكرة للناس وتعليم للجاهل وتنبيه للغافل ، قال تعالي "وذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين" وهذا التذكير لا يستغني عنه الناس يوماً لأن النسيان طبعاً إنسانياً أبتلي به آدم عليه السلام ثم ورثه أبناؤه . وهذا الخطاب المستمر هو حياة افسلام وروحه ولولا هذا الخطاب الدعوي بكل انواعه ومناسباته لذهب الدين من قلوب المسلمين وكل جهد يقوم به داعية مسلم في مكان ما من تذكير وتعليم لجمهور المسلمين يحيا الإسلام في قلوب أتباعه وينتقل من الجيل إلي خالفه كما أنتقل إليه من سالفه.

2.  أحتواء الخلاف العقيدي بين الناس : الخلاف بين البشر واقع فطري لا مجال لإنكاره وإذا استشهدت التاريخ البشري عن هذا المبدئ العادل فلن يجيبك بغير الإسلام ومبادئ دعوته التي أقرت وهي لا تزال في أولها حرية التدين قال تعالي " لكم دينكم ولي دين " واحلت هذه الدعوة مخالطة المخالف في الدين من أهل الكتاب في طعامه وشرابه بل ودمه أيضاً بالمصاهرة .

3.  تربية الضمير وبناء المواطن الصالح : أن الدعوة تبدو من أهمية تربية الضمير الإنساني الذي يجعل من الإنسان رقيب علي نفسه .

4.  قوة الخطاب الدعوي في فض النزاعات : تحتاج المجتمعات إلي خطاب قوي التأثير لفض النزاعات الفردية والأجتماعية لهذا يصعب التوفيق بين المتنازعين ويعز الإصلاح بين المتخاصمين ومما يسهل الصلح سيل الخطاب الدعوي الذي يجد فيه المتخاصمان وعداً بثواب الله ونعيمه إذا توافقا وإصطلاحا ووعيداً من الله إذا هما علي إيثار الهدي وطاعة الشيطان .

الخاتـــمة :

·   الحمد لله الذي وفقنا إلي معرفة هذا العلم الجليل ، الحمد لله وكفي وصلاة وسلاماً علي سيدناً محمد صلي الله عليه وسلم ومما سبق يتبين أن القاطنين علي أرض الله تعالي في أشد الحاجة إلي سماع دعوته والاستجابة لها ولذا فثمة مسئولية كبيرة تقع علي عاتق الفرد المسلم والمة المسلمة في غبلاغ دعوة الله تعالي للناس ونتذكر قول الله تعالي " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " .

·        وعن زياد بن لاعقة أنه سمع جرير بن عبد الله يقول : بايعت النبي صل الله عليه وسلم علي النصح لكل مسلم .

المراجع والمصادر

·         أصول الدعوة مقرر الفرقة الأولي بكليات أصول الدين والشعب المناظرة – الدكتور فؤاد وهبه عبد الرحيم عزام .