الموضوع : حديث بول الإعرابي في
المسجد
المقدمة :
·
الحمد لله
الحكم العدل ، العلي الكبير ، اللطيف الخبير ، الماجد البصير ، الذي خلق كل شئ
فأحسن التقدير ، ودبر أمور الخلائق فأكمل التدبير ، وقضي بحكمته علي العباد بالسعادة
والشقاوة ، فريق في الجنة وفريق في السعير وأرسل رسله الكرام بأصدق الكلام وأبين
التحرير وختمهم بالسيد أبي القاسم البشير النذير ، السراج المنير فأرسله رحمى
للعالمين من نار السعير وحفظ شريعته من التبديل والتغيير ، فاللهم صلي وسلم عليه
وعلي آله وصحبه أولي العزم والتشمير .. أما بعد ،،،،
·
ففي هذا البحث
نتحدث عن كيفية التعامل مع الجاهل من جانبين هامين جانب فقهي وبيان ما فيه من أمور
والجانب الاخر هو الجانب النفسي في كيفية التعامل مع الجاهل والمخطئ وكل ما يقال
مأخوذ عن نبينا محمد صل الله عليه وسلم في كيفية التعامل .
الغرض من
الحديث :
·
كيفية التعامل
مع المخطئ والجاهل من جانبين فقهي ونفسي ببيان ما فعله الرسول صل الله عليه وسلم مع
المخطئ الذي بال في المسجد وما ذا قال للصحابه عندي رأؤه وكيفية التعامل معه .
العناصر :
1.
الجانب الفقهي
في التعامل مع المخطئ .
2.
الجانب النفسي
في التعامل مع المخطئ.
أولاً :
الجانب الفقهي في التعامل مع المخطئ:
·
دفع أعظم
الضررين عند التعارض بإرتكاب أخفهما . ففي الحديث تعارضت مفسدتان ترك الإعرابي
يبول في المسجد مفسده ، وكون الإعرابي يقام من بوله مفسده أخري لكنها أعظم من
المفسدة الأولي لأنه يترتب عليها عدة أمور منها :
·
تضرر هذا
الرجل بقطع بوله واحتباسه حين يقام يؤدي إلي تلوث ثيابه وبدنه ، أنه يؤدي إلي مكان
أكبر في المسجد فهذه الأمور تبين عظم مفسدة إقامة الإعرابي علي تركه يكمل بوله ما
أمر به رسول الله صل الله عليه وسلم مع أنها مفسدة لكنها أخف من الآخري ، لقوله
صلي الله علي وسلم فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ، فهم مبلغين عن الله عز
وجل في حمل رسالة نبينا فالرسول صل الله عليه وسلم جعلهم كالمبعثوين لأنهم يحملون هذه
الرسالة فينبغي لطالب العلم والداعية أن يستشعر مثل هذه العبارات التي توصي بأن
يحمل هم هذه الرسالة ويدعو الناس إلي دين الله وميسرين ولم تبعثوا معسرين لابد أن
يكون رفيقاً فيمن يدعوهم وهكذا كان النبي صل الله عليه وسلم مع الإعرابي ووجه هذه
الكلمات لأصحابه آمراً لهم بالتيسر وعدم التعسر .
ثانياً :
الجانب النفسي في التعامل مع المخطئ :
·
قوله صلي الله
عليه وسلم " دعوه ولا تردوه " هذه العبارة فيها وجوب الرفق بالجاهل في
التعليم فالرسول صلي الله عليه وسلم أمر أصحابه أن يتركوه ونهاهم أن يقطعو عليه
بوله لجهل هذا الإعرابي حيث إنه لم يفعل ذلك إستخفافاً وعتاداً وهكذا يجب أن يكون
المنكر مع الجاهل ولو عظم ذنبه ما دام جاهلاً فليس بقعة أعظم من بيوت الله وليس
أقبح من البول فيها ومع ذلك رفقة الرسول بذلك الإعرابي لجهله وأخبره ما الذي يصلح
في المساجد من ذكر وصلاة وقرآن وما لا يصلح فيها فكان هذا جانب نفسي للتعامل مع
هذا الإعرابي المخطئ وكانت حكمة من الرسول صل الله عليه وسلم ورفق في التعامل مع
هذا الخطأ وقد أمر الرسول صل الله عليه وسلم أصحابه في كيفية التعامل في مثل هذه
الأمور والرفق بالتعامل مع المخطئ والجاهل .
الخاتـــمة :
·
الحمد لله الذي
بنعمته تتم الصالحات وبهذا قد أكون انتهيت من كتابة هذا البحث وتناولت كافة
العناصر وطرحت جميع الأفكار وأتمني أن ينال الحديث أعجابكم . والحاصل من هذا
الحديث أن الإنسان ينبغي له أن يرفق في الدعوة وفي الأمر والنهي وجربوا وأنظروا
أيهما أصلح ونحن نعلم علم اليقين أن الصلح وهو الرفق ، لأن هذا هو الذي قاله
الرسول صل الله عليه وسلم وهو الذي اتبعه الصحابه من بعده . والله الموفق
والمستعان .
المراجع
والمصادر
·
الأحاديث
المختارة من كتاب المفهم للإمام القرطبي - إعداد
أ . د/ هشام إبراهيم فرج
تعليقات
إرسال تعليق