عنوان البحث
صفة الوحدانية والمخالفون فيها
المقدمة :
· الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف
الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ومن أهتدي بهديه إلي يوم الدين
.. أما بعد .
·
فإن هذا
الموضوع البحثي قائم علي موضوع الوحدانية لله تعالي وعن المخالفون في هذه الصفة ،
فإن الله تعالي قال في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الله أحمد –
الله الصمد – لم يلد ولم يولد – ولم يكن له كفواً أحد" صدق الله العظيم . فإن
عقيدة الإسلام تقوم علي أسس وهي الإيمان بالله تعالي والتصديق بوجود رباً وخالقاً
ورازقاً وأن يؤمنوا بأن الله واحد لا شريك له . فعن الحديث الشريف عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال تعالي : كذبني ابن آدم
وما ينبغي له أن يكذبني ، وشتمنب ابن آدم وما ينبغي أن يشتمني ، فأما تكذيبه إياي
فقوله : لن يعيدني كما بدأت وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي
فقوله : أتخذ الله ولداً ، وإن الله الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً
أحد " رواه البخاري وغيره .
الهدف من الحديث :
·
توضيح
الوحدانية لله تعالي وإنه واحد سبحانه وتعالي وبيان الأدلة علي الوحدة في الصفات
وبيان الطوائف المخالفة في الوحدانية لله تعالي وشرح كل طائفة من هذه الطوائف
ومعرفة ماذا قالوا في وحدانية الله تعالي وما هي الأشياء التي يعبدونها عندما
كانوا يتخذوا مع الله إله آخر أو لا يعبدونه .
العناصر :
1.
توحيده تعالي
.
2.
الوحدة في
الصفات .
3.
المخالفون في
الوحدانية .
أولاً : توحيده تعالي : الوحدة هي عدم التعدد ولها أنواع
:
( وحدة الذات – وحدة الصفات – وحدة
الافعال )
1. وحدة الذات وهي نوعان : أ/ عدم تركيب ذات الباري من
أجزاء .
ب/ عدم وجود ذات
اخري واجبة الوجود .
2. وحدة الصفات وهي نوعان : أ/ عدم وجود صفة للحادث تماثل
صفة الباري .
ب/ عدم وجود صفتين له من جنس واحد كقدرتين
مثلا
3. وحدة الأفعال : فمعناها عدم وجود مشارك له في التصرف .
·
النوع الأول من
وحدة الذات : فيقال في إثباته لو كانت ذاته مركبة من أجزاء لكان وجود ذاته محتاجا
إلي وجود أجزائه لكن التالي باطل فبطل ما أدي إليه .
·
النوع الثاني
: أدلة كثيرة منها :
1. لو فرض إلهين
مثلاً لوجب أن يكون كل واحد منهما مشاركاً للآخر في الإلوهية ولأجل تحقيق معني
التعدد وتميز كل منها عن الآخر يجب أن يكون في كل منهما من الأوصاف ما به تميز عن
الآخر ..
· ملخص هذا الدليل : أنه لو تعدد الإله لكان أحد الآلهة
ناقصاً لكن كونه ناقصاً فبطل ما ادي إليه وهو التعدد فثبت إنه واحد .
2. لو كان هناك إلهان فأما أن يكون أحدهما كافياً في إيجاد
العالم وتدبيره فإن كان كافياً كان الثاني ضائعاً غير يحتاج إليه ولزم عدم وجوده
لأنه لو فرض عدمه يكون وجود الحوادث حاصلاً بالإله الواجب الوجود وحيث ثبت
الأستغناء عنه فلا يكون إلها وإن لم يكن أحد إلالهين كافياً في إيجاد العلام
وتدبيره وكان لا يحصل وجود العالم إلا بهما كان كل منهما محتاجاً إلي الآخر
والمحتاج لا يصلح أن يكون إلهاً .
ثانيا : الوحدة في الصفات :
·
الدليل علي
الوحدة في الصفات : أي إنه ليس له صفات من جنس واحد كإرادات وعلوم فحاصله أن يقال
: لو كان للباري صفتان من نوع واحد فإما أن يكون تلك الصفة التي تعددت من الصفات
التي تتوقعه عليها وجود الممكنات كالقدرة وإما أن تكون للصفات المقتضبة للكمال فقط
كالبصر ، والسمع . فإن وجود الله تعالي أكمل أنواع الوجود فتكون صفاته أكمل
الصفات.
ثالثاً :
المخالفون في الوحدانية : هم ثلاث طوائف :
1.
عبدة الأوثان
. 2. الثنوية . 3. بعض طوائف النصاري.
( أ ) عبدة الأوثان : فكانت عبادتهم للأوثان
لا تخرج عن اربعة طرق كل فريق فريضة أختيار طريقة منها .
الطائفة الأولي : أن الكوكب يترتب علي
ظهورهما ووصول اشعتهما إلي العالم السفلي
منافع تعود علي الإنسان والحيوان والنبات فأوجد علي نفسه عبادتها وم أري أن هذه
الكواكب
في بعض الأوقات لا تشاهد دائماً مع أصناماً لتكون صوراً وتماثيل فكان يعبد هذه
الأصنام
لأنها صور لتلك الكواكب .
الفريق الثاني : هو المعروف بأصحاب
الطلاسم الذين يترصدون الوقت الصالح للعمل النافع ، فقد رأي أنه يظهر كوكب في ذلك
الوقت الصالح . فاعتقد أنه مصدر للأعمال
الناقصة ولما رآه يغيب ولا يستمر صنع صنماً ليكون مثالاً لذلك الكوكب المعبود لهم
فكان يعبد الصنم لأنه مثال لذلك الكوكب .
الفريق الثالث : فكان يعتقد أن الإله
الأعظم نور في غاية العظمة والإشراق وأن الملائكة أنوار مختلفة بالصغر والكبر
فأتخذ صنما عظيماً وبالغ في تحسينه حتي وضع عليه بواقيت وجواهر كثيرة وجعله مثالاً
للإله ثم أتخذ اصناماً أخر تختلف بالصغر والكبر لتكون مثالاً للملائكة وكان يعبد
جميع هذه الأصنام لأنها مثال للمعبود الأصلي .
الفريق الرابع : لم يعبدوا الإله
وجعلوا الملائكة يعبدون الإله لأنه في أعتقادهم لا يصح لإنسان يصيب تارة في عمله
ويخطئ تاره أن يكون عابداً له وإنما الأصح أن يكون مخلوق لا يخطئ وهم الملائكة
فجعلوا الملائكة معبود الإنسان وجعل الإله معبود الملائكة بدون سواهم مصنع تماثيل
لتكون صورة للملائكة وكانوا يعبدونها وكل هذه الطوائف أشركت بالله لأنها جعلت معه
مخلوق أخر .
الطائفة الثانية : الثنوية مفرقتان :
المانوية ، المجوس :
1. المانوية : قالوا إن للعالم فاعلين تدعين نور وظلمة فبحث
عن النور الخير والظلمة الشر .
2. المجوس : فقالت إن للعالم فاعلين احدهما الله تعالي وهو
فاعل الخير وخالق الحيوان النافع والثاني الشيطان وهو فاعل الشر وخالق الحيوان
الضار .
الطائفة الثالثة : النصاري : لم يتفقوا
في هذا الحديث فمنهم من يقول بتعدد الإله والبعض يقول اتحاد الإله مع غيره والبعض
يقول الحلول والآخر يثبت أبنا لله ومنهم من قال أن الله جوهر وقد بين الله تعالي
أن التثليث كفر " لقد كفر الذي قالوا إن الله ثالث ثلاثة وذكر في عدة آيات أن
الإله واحد لا متعدد .
الخاتــــــــمة
·
بسم الله الرحمن الرحيم "
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً "
الحمد لله تعالي الذي وفقنا في تقديم هذا البحث وقد كان البحث يتكلم عن موضوع
الوحدانية للك تعالي والمخالفون فيها وقد بذلنا كل الجهد والبذل لكي يخرج هذا
البحث في هذا الشكل وصل اللهم وسلم وبارك تسليماً كثيراً علي معلمنا الأول وحبيبنا
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
المراجع
والمصادر
1. كتاب القواعد السديدة في علم التوكيد ، فضيلة الاستاذ
الدكتور محمود أبو دقيقة .
2. صحيح البخاري .
تعليقات
إرسال تعليق